انهيار شاملكيف تحول حلم كرة القدم الصيني إلى مقبرة مالية؟
2025-10-24 05:18:37
شهدت كرة القدم الصينية تحولاً دراماتيكياً من حلم طموح إلى واقع مرير، حيث أصبحت الدوري الصيني الممتاز الذي كان يوماً ما وجهة للنجوم العالميين، الآن يواجه أزمة وجودية تهدد مستقبله. فبعد سنوات من الاستثمارات الضخمة والأجور الفلكية، ها هو القطاع كله ينهار تحت وطأة الديون المتراكمة والإدارة السيئة.

كانت البداية مع الخطة الطموحة للرئيس شي جين بينغ، الذي حلم بتحويل الصين إلى قوة كروية عظمى بحلول عام 2050. وسرعان ما تحول هذا الحلم إلى واقع عندما أصبح الدوري الصيني أكبر المنفقين في نافذة الانتقالات الشتوية 2016-2017، حيث استثمر أندية الصين 376 مليون يورو لجلب نجوم عالميين مثل أوسكار وتيفيز.

لكن هذا الصعود السريع لم يستمر طويلاً. فبحسب تقرير نشرته صحيفة “صن” البريطانية، تحول الحلم الكروي الصيني إلى كابوس مالي. حيث تواجه الأندية الصينية أزمة ديون هائلة، وصلت في حالة نادي غوانغزهو إيفرغراند إلى 282 مليار يورو. كما يعاني اللاعبون من تأخر في صرف الرواتب، بل إن بعضهم أصبح يحمل ملابسه إلى المنزل لتنظيفها لتجنب أي مصاريف إضافية.

ويوضح تشارلز كاردوزو، وكيل اللاعبين والرئيس السابق لنادي برازيلي، أن “الصين نمت من دون بنية تحتية كبيرة وتنظيم مالي مناسب”. ويضيف أن “كرة القدم تحتاج إلى أكثر من مجرد أموال، فهي تحتاج إلى إدارة وتخطيط مناسبين”.
ويشير الخبير إلى أن السعودية، التي أصبحت حالياً وجهة للنجوم العالميين، يمكنها تجنب أخطاء الصين لأن لديها “استراتيجية بالإضافة إلى القوة المالية”. فخلافاً للنموذج الصيني، تملك السعودية رؤية واضحة وتخطيطاً مدروساً لاستثماراتها الكروية.
هكذا تحول حلم كرة القدم الصيني من طموح للسيادة العالمية إلى درس قاسٍ في إدارة الرياضة، proving أن الأموال وحدها لا تكفي لبناء مستقبل كروي ناجح دون رؤية استراتيجية وتخطيط سليم.